الفيل الإفواري
بدأت تنتشر في أبرز الأندية الأوروبية هذه الأيام وبشكل موحد طريقة اللعب بمهاجم وحيد، فقد تطور اسلوب اللعب بشكل كبير في العقد الماضي، لخلق فكرة أن اللعب بمهاجم وحيد قد يكون إيجابياً عن تطبيق طريقة اللعب 4-4-2، وهنا نتحدث عن أفضل مهاجم قد يلعب بمفرده في هذا " الرسم التكتيكي" وهو الفيل الأسرع في العالم، الفيل الإفواري الذي لا يمل ولا يكل من إحراز الأهداف، ديديــه دروجبا، فكم من النجاحات التي حققها الإيفواري الدولي مع تشيلسي خلال السنوات القليلة الماضية خاصةً الموسم الماضي الذي احرز فيه لقب هداف الموسم متفوقاً على واين روني نجم مان يونايتد الذي ظل متصدر قائمة الهدافين على طول الخط.
يتمتع الفيل الإيفواري بقوة لا مثيل لها، وهي أبرز سمات اللاعب في الملاعب الاوروبية حالياً، ويتميز بالمثابرة والإحتفاظ بكامل قوته، كما أنه هداف من طراز فريد من نوعه مؤثر أمام المرمى يُسبب مشاكل دفاعية للخصم، يمتلك أساليب كثيرة في تسجيل الأهداف، بكلتا القدمين والرأس بالإضافة لصناعة الأهداف وما أكثرها الموسم الماضي لزملائه خاصةً "أنيلكا".
حقق دروجبا جائزة الحذاء الذهبي للمرة الثانية خلال مسيرته مع تشيلسي الموسم الماضي، فقد كانت المرة الأولى عندما قاد البلوز للفوز بلقب الدوري الإنجليزي عام 2006، وظل بعيداً منذ ذلك الوقت حتى عام 2009 عن لقب الهداف أو المنافسة عليه ليكسر سوء طالعه بإحراز كم كبير من الأهداف رغم ان هذا لم يكن هدفه الأول أكثر من بحثه الداؤب عن الصالح العام للفـريق.
لم يخرج دروجبا من التشكيل الأساسي للبلوز طيلة مسيرته في لندن، منذ إنضمامه لتشيلسي عام 2004 ما مكنه من تسجيل 83 هدفاً في 165 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز.
واستطاع ديديه /31 عاماً/ تسجيل 37 هدفاً لتشيلسي في 44 مباراة في جميع مسابقات الموسم الماضي، وهو معدل مذهل للغاية لأي مهاجم حول العالم فماذا عن هذه الأرقام التاريخية له في ظل البطولات الاوروبــية الصعبة المتخمة بالنجوم؟
دروجبا هو أكثر من مجرد مهاجم، إنه يسبب للخصم مشاكل معنوية أيضاً، ليست هناك طرق لإيقافه، هو سلاح خطير دائماً، يمتلك قدرات قد تجعله يُسجل من أنصاف الفرص .
ديديه دروجــبا
أفضل لحظات موسمــه
حمله الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2010/2009.
أدرج إسم الإيفواري في مجلة تايم ضمن قائمة الـ 100 شخص الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم، حيث اختارته المجلة ليس لتفوقه في مجال كرة القدم ، بل لعمله الإنساني الكبير وغير محدود حيث شارك دروجبا وساهم في بناء ما يُقارب من 3 مليون مدرسة حول العالم، بمساعدة الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون .
أما على الصعيد الكروي الموسم الماضي فقد ساهم دروجبا بنسبة كبيرة في حصول تشيلسي على الثنائية تاريخية، محققاً لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 29 هدفاً ولقب البطولة على حساب مانشستر يونايتد ومهاجمه "واين روني" صاحب الـ26 هدفاً.
إلا أن اللحظات المخيبة للآمال الموسم الماضي للفريق اللندني كانت عندما فشل مرة آخرى في تحقيقهم لأول لقب في دوري الأبطال، فتبخر حلم البلوز بتحقيق الثلاثية عندما ودعوا البطولة على يد الإنتر الإيطالي بسقوطهم ذهاباً بهدفين لهدف على الجوسبي مايتزه، وبهدف نظيف للكاميروني صامويل إيتو في ستامفورد بريدج، وهي المباراة التي طرد فيها نجم حلقتنا اليوم بعدما "دهس" كاحل مدافع الإنتر تياجو موتا داخل منطقة العمليات.
لكن سرعان ما استرد عافيته في لقاء الدور النهائي من كأس الاتحاد الإنجليزي ضد بورتسموث، وكان هو نجم اللقاء الأول فبعدما وقفت العارضة والقائمين لمرمى ديفيد جيمس أمام تشيلسي ظهر دروجبا ليحرز هدف الفوز الوحيد ليعانق لقب البطولة للمرة الثانية على التوالي.
ختام موسم دروجبا كان مشرفاً للغاية بعدما قاد منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم، في مجموعة " الموت" والتي ضمت بجانب المنتخب الإيفواري منتخبات البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية.
دروجبا غاب عن المباراة الأولى أمام البرتغال بسبب إصابته بكسر في ذراعه خلال مباراة ودية للمنتخب الإيفواري قبل البطولة، إلا أنه استطاع أن يعود أمام المنتخب البرازيلي بتسجيله هدفاً من رأسية نموذجية في المباراة التي خسرتها هولندا أفريقيا 3/1، وسجل أيضاً في ختام مباريات الجولة أمام المنتخب الكوري رغم إصابته .
واحتل المنتخب الإيفواري المركز الثالث في تلك المجموعة خلف المنتخب البرتغالي برصيد 4 نقاط لكن رفاق كريستيانو رونالدو ظفروا بالمركز وصعدوا للدور ثمن النهائي بفارق نقطة اقتنصوها من البرازيل في شبهة "تفويت" حسب ما قالته الصحف الأفريقية بعد التعادل السلبي في لقاء المتعة المزعوم؟؟